الوسيم نائب المدير العام
عدد الرسائل : 41 تاريخ التسجيل : 10/08/2008
| موضوع: سحـابــة عــابــــرة الخميس فبراير 11, 2010 10:52 pm | |
|
تستمر الحياة ويستمر عطاء المرء أما سلبا أو إيجابا هكذا هي الحياة بمجمل شتاتها وتناقضاتها وما نتبلور ضمنه ويهيمن علينا ولكن تظل في أعيننا ذات مذاق جميل نتلذذ بروائعها ونندب الحظ حينما نصطدم برؤية وجهها القبيح نزئر لرؤيته ونمتعض حينما نتطلع إليه قد ينتابنا شئ من الرغبة في التقيؤ والاستفراغ فالإنسان بطبعه راقيا لا يود أن يرى في محيطه إلا كل ما يدفعه نحو التألق والإبداع والرقي سواءاً من الناحية العاطفية التي لها رقيها ولها تدانيها أو فيما يتعلق بحياته قاطبة ولكن حينما نُسَّمر الأقدام في موضع واحد ونظل ننتظر هطول غيث سحابة عابرة في أجواء سمائنا لأننا لا نرجو من السحب أجمع إلا غيث تلك السحابة فانه يكون غدقا عاما مهما كانت زخاته يشوبها التقصير إلا أن لذتها لا يساويها لذة في هذا الكون وتعد تلك القطرات التي تجود بها تلك السحابة بالنسبة لنا غيث أغاثنا ومطر فاق بروعته وحسنه ولذته كل معطيات السحب الكونية تلك السحابة هي عطاء من نحب هي لحظة لقائه فنبالغ في إرضائه وندوس بقلوبنا الأشواك لعله يكون مرضاة له ولكننا نستجدي رضاه ولو بالغ في التعالي والهمجية العاطفية حينما نحني له الوجوه والقلوب فيبالغ في التعالي والدلال حتى نصل إلى ما يشبه التأفف فنزداد رضوخاً وليناً وننحني لرضاه ونتطاول بقربه لأننا نرى أن قاماتنا تتقزم في حضرة الحبيب وانه بشر ليس ككل البشر انه يتجاوز في أعيننا مسمى ملاك فنظل نبالغ في الضغط على قلوبنا وأنفسنا وربما أجسادنا إمعانا في نيل رضاه وان يكن الوداع مفعما بعوامل رضاه وكأننا لم نخلق إلا لنبحث عن رضا ذلك الإنسان فقط قد يجد ذلك السيل الهادر من محيطات عواطفنا تقديرا من الجانب الأخر فلا يزيده إلا لين ولا يدفعه ذلك إلا إلى تقدير عطاءنا فيكافئنا الوفاء بالوفاء فحسب لا نريد أجراً أكثر من ذلك ولا مكسبا غير وفائه وهنا فان مثل ذلك المحبوب يستحق ما قدمناه على مأدبة رضاه ويهون كل جهد بذلناه لنيل ذلك وقد يكون ذو نزوة جاحده متعاليا يتبختر وعلى من؟؟ على من اسكنه قلبه وحشاه وأوصد عليه أبواب خلايا جسده وهنا يضطرب الحب وتنتكس الفطرة وينقلب الحب إلى شئ من التوهان والتساؤل لما وكيف ؟؟ وتلك الأسئلة كفيله في كثير من الأحيان بان تعيد المياه إلى مجاريها والأمور إلى نصابها فتظهر الحقيقة جلية وندرك حينها إننا نرهق قلوبنا وأنفسنا لإنسان قد لا يكون جديرا بذلك العطاء كله وانه ينتمي إلى تلك الشريحة التي كلما تحن عليها وتقترب منها تكون أكثر تداعيا وهرولة إليك فإما أن نلزم الحياد ونقصي مثل ذلك الذي يميل إلى أن يمارس الحب بما يشبه الخلل حينما يكون حبيبه معطاء يقتر هو حينما يقتر الحبيب ويسكب كل ما لديه من مشاعر بسخاء ومثل ذلك لا تؤمن بوائقة وانه قد يرحل من حياتنا في إي لحظة حينما يجد إنسان أخر يكون أكثر شحا عليه وازهد عطاءاً فانه يتعلق به إلى حد الجنون ويدفعك بكلتا قدميه وكأنك لم تكن ذات يوما أحببته وأما أن نبالغ في التقتير وأذاقة اشد أنواع الاشتياق ولظى الأشواق حينها لا نستطيع أن نتمتع بأريحية الحب ولا نستطيع أن نستقي من موارده ما يطفئ الظمأ بالنسبة لنا لأننا سنظل حتى في اشد لحظات الحب سخونة ونحن ننهل من أجود ثمره والتي هي فيّ ومن ذلك الحبيب سنضطر إلى الظهور بتلك السجية الغير محببة في دنيا المحبين وهي أن نفتعل التقتير وقد يترتب على ذلك أن نهجر الحب وربما هجونا الحبيب إن لم نتسبغ بنعمه ونتلذذ به وفيه
| |
|